لا زلنا فى العاصمة واشنطن
لم أرغب فى ان أتحدث عن هذا الموضوع فى معرض حديثى فى التدوينة السابقة مدينة الشيكولاتة Chocolate City نظراً لأهمية هذا الموضوع من وجهة نظرى, و لكننى فضلت أن افرد لها تدوينة خاصة. لأن هذا الموضوع سوف يعطينا إنطباعاً عن كيفية نظر الدولة الأمريكيةلأبطالها السابقين, و هذا بالطبع يعطينا إنطباعاً عن كيفية تعامل الدولة مع مواطنيها الحاليين.
كل شىء فى هذه المقاطعة الجميلة يدعوك للتعجب من الحال الذى وصلت إليه بلادنا و الحال الذى وصل إليه الأخرون, و لكن عند زيارتك للمقبرة الوطنية "National Cemetery" سوف يزداد تعجبك. المقبرة الوطنية هى مكان واسع سوف تحتاج لمجهود جبار للتجول فيه كلها, بها قبور كل الجنود و الظباط الذين ماتوا فى الحروب الأمريكية على مر التاريخ الأمريكى أو كل من ماتوا دفاعاً عن المبادىء الأمريكية. و من عجب أنك سوف تجد به قبور لبعض المغاربة العرب الذين شاركوا فى الحرب العالمية الثانية تحت اللواء الأمريكى و الأكثر غرابة أنك سوف تجد قبور لبعض الجنود المسلمين الأمريكين الذين قتلوا فى الحروب الأمريكية المختلفة!!
أكثر ما يجعلك تتعجب فى هذا المكان كيف أن الأمريكيين يحترموا من ضحوا فى سبيل هذا الوطن و يوقروهم سواء أحياء أو أموات. فالقائمون على إدارةالبلاديقدروا قيمة المواطن الأمريكى كثيراً و يضعوا حياته فوق كل إعتبار, و لأن التجنيد فى الجيش الأمريكى ليس إجبارى فهم ينظرون إلى المتطوعين فى الجيش الأمريكى نظرة كلها تقدير و إحترام لأنهم مستعدون للتضحية بحياتهم للدفاع عن المعتقد الأمريكى. و للعلم على الرغم من أن التجنيد هناك إختيارى إلا أنه يتم منح مميزات غير عادية للمتطوعين لتحفيزهم على الإلتحاق بالجيش الأمريكى مثل المنح الدراسية و المرتبات ضخمة و التأمين الصحى الشامل.
فى هذه المقبرة يرقد جثمان الرئيس الأمريكى الـ 35 جون كنيدى و الذى أغتيل فى عام 1963 فى ربوة مرتفعة قليلاً عن الأرض كنوع من التكريم لهذا الرئيس و الذى يمثل موته صدمة للكثير من الأمريكيين حتى الأن.
زيارة هذا المكان دفعتنى للتعجب من حال تعاملنا مع أبطالنا فى حروب أكتوبر و ما قبلها فالفريق سعد الشاذلى مهندس حرب أكتوبر و رئيس عمليات القوات المسلحة المصرية فى هذا الوقت عاش نصف عمره هارب من البلاد و سرقت إنجازاته كلها و نسبت ظلماً للمخلوع مبارك. فإذا كان هذا حال رئيس عمليات الجيش المصرى فى حرب أكتوبر فسوف يكون الحديث عن أحوال شهداء الحرب و الأسرى المصريين فى السجون الإسرائيلية مثير للسخرية و الضحك.
لا تتخيل كون أن المكان مكان لدفن الموتى انه مكان مقفر و موحش. العكس تماماً هو الصحيح, فالمكان يتميز بوجود الخضرة و الأشجار العالية و الزهور الجميلة و الأعجب من ذلك أنه مزدحم بالزائرين ما بين من جاؤا لزيارة قبور ذويهم, أو السائحين, أو الوفود الطلابية التى جائت للتعرف على تاريخ البلاد!!
يمكنك أن تضبط ساعتك على موعد تغير حرس شرف قبر الجندى المجهول. ففى تمام الساعة الثانية عشر ظهراً يتم تغيير طاقم حرس الشرف بطاقم أخر. و فى تلك الأثناء و قبل البدء فى إجراءات تغيير طاقم الحراسة يقوم أقدم رتبة فى المكان بالتنبيه على الجميع
بإلتزام الصمت التام إحتراماً للجندى المجهول!!
أترككم مع هذا الفيديو المثير للإحترام!!
إذا كان هذا حال بلاد تحترم قبور أبطالها الذين ماتوا فى سبيل بلادهم, فكيف سيكون حال تلك البلاد حيال مواطنيها الأحياء!!
نلتقى فى التدوينة القادمة إن شاء الله
لم أرغب فى ان أتحدث عن هذا الموضوع فى معرض حديثى فى التدوينة السابقة مدينة الشيكولاتة Chocolate City نظراً لأهمية هذا الموضوع من وجهة نظرى, و لكننى فضلت أن افرد لها تدوينة خاصة. لأن هذا الموضوع سوف يعطينا إنطباعاً عن كيفية نظر الدولة الأمريكيةلأبطالها السابقين, و هذا بالطبع يعطينا إنطباعاً عن كيفية تعامل الدولة مع مواطنيها الحاليين.
كل شىء فى هذه المقاطعة الجميلة يدعوك للتعجب من الحال الذى وصلت إليه بلادنا و الحال الذى وصل إليه الأخرون, و لكن عند زيارتك للمقبرة الوطنية "National Cemetery" سوف يزداد تعجبك. المقبرة الوطنية هى مكان واسع سوف تحتاج لمجهود جبار للتجول فيه كلها, بها قبور كل الجنود و الظباط الذين ماتوا فى الحروب الأمريكية على مر التاريخ الأمريكى أو كل من ماتوا دفاعاً عن المبادىء الأمريكية. و من عجب أنك سوف تجد به قبور لبعض المغاربة العرب الذين شاركوا فى الحرب العالمية الثانية تحت اللواء الأمريكى و الأكثر غرابة أنك سوف تجد قبور لبعض الجنود المسلمين الأمريكين الذين قتلوا فى الحروب الأمريكية المختلفة!!
أكثر ما يجعلك تتعجب فى هذا المكان كيف أن الأمريكيين يحترموا من ضحوا فى سبيل هذا الوطن و يوقروهم سواء أحياء أو أموات. فالقائمون على إدارةالبلاديقدروا قيمة المواطن الأمريكى كثيراً و يضعوا حياته فوق كل إعتبار, و لأن التجنيد فى الجيش الأمريكى ليس إجبارى فهم ينظرون إلى المتطوعين فى الجيش الأمريكى نظرة كلها تقدير و إحترام لأنهم مستعدون للتضحية بحياتهم للدفاع عن المعتقد الأمريكى. و للعلم على الرغم من أن التجنيد هناك إختيارى إلا أنه يتم منح مميزات غير عادية للمتطوعين لتحفيزهم على الإلتحاق بالجيش الأمريكى مثل المنح الدراسية و المرتبات ضخمة و التأمين الصحى الشامل.
فى هذه المقبرة يرقد جثمان الرئيس الأمريكى الـ 35 جون كنيدى و الذى أغتيل فى عام 1963 فى ربوة مرتفعة قليلاً عن الأرض كنوع من التكريم لهذا الرئيس و الذى يمثل موته صدمة للكثير من الأمريكيين حتى الأن.
زيارة هذا المكان دفعتنى للتعجب من حال تعاملنا مع أبطالنا فى حروب أكتوبر و ما قبلها فالفريق سعد الشاذلى مهندس حرب أكتوبر و رئيس عمليات القوات المسلحة المصرية فى هذا الوقت عاش نصف عمره هارب من البلاد و سرقت إنجازاته كلها و نسبت ظلماً للمخلوع مبارك. فإذا كان هذا حال رئيس عمليات الجيش المصرى فى حرب أكتوبر فسوف يكون الحديث عن أحوال شهداء الحرب و الأسرى المصريين فى السجون الإسرائيلية مثير للسخرية و الضحك.
لا تتخيل كون أن المكان مكان لدفن الموتى انه مكان مقفر و موحش. العكس تماماً هو الصحيح, فالمكان يتميز بوجود الخضرة و الأشجار العالية و الزهور الجميلة و الأعجب من ذلك أنه مزدحم بالزائرين ما بين من جاؤا لزيارة قبور ذويهم, أو السائحين, أو الوفود الطلابية التى جائت للتعرف على تاريخ البلاد!!
يمكنك أن تضبط ساعتك على موعد تغير حرس شرف قبر الجندى المجهول. ففى تمام الساعة الثانية عشر ظهراً يتم تغيير طاقم حرس الشرف بطاقم أخر. و فى تلك الأثناء و قبل البدء فى إجراءات تغيير طاقم الحراسة يقوم أقدم رتبة فى المكان بالتنبيه على الجميع
بإلتزام الصمت التام إحتراماً للجندى المجهول!!
أترككم مع هذا الفيديو المثير للإحترام!!
إذا كان هذا حال بلاد تحترم قبور أبطالها الذين ماتوا فى سبيل بلادهم, فكيف سيكون حال تلك البلاد حيال مواطنيها الأحياء!!
نلتقى فى التدوينة القادمة إن شاء الله