الأربعاء، 29 فبراير 2012

المقبرة الوطنية!!

لا زلنا فى العاصمة واشنطن


لم أرغب فى ان أتحدث عن هذا الموضوع فى معرض حديثى فى التدوينة السابقة مدينة الشيكولاتة Chocolate City  نظراً لأهمية هذا الموضوع من وجهة نظرى, و لكننى فضلت أن افرد لها تدوينة خاصة. لأن هذا الموضوع سوف يعطينا إنطباعاً عن كيفية نظر الدولة الأمريكيةلأبطالها السابقين, و هذا بالطبع يعطينا إنطباعاً عن كيفية تعامل الدولة مع مواطنيها الحاليين.


كل شىء فى هذه المقاطعة الجميلة يدعوك للتعجب من الحال الذى وصلت إليه بلادنا و الحال الذى وصل إليه الأخرون, و لكن عند زيارتك للمقبرة الوطنية "National Cemetery" سوف يزداد تعجبك. المقبرة الوطنية هى مكان واسع سوف تحتاج لمجهود جبار للتجول فيه كلها, بها قبور كل الجنود و الظباط الذين ماتوا فى الحروب الأمريكية على مر التاريخ الأمريكى أو كل من ماتوا دفاعاً عن المبادىء الأمريكية. و من عجب أنك سوف تجد به قبور لبعض المغاربة العرب الذين شاركوا فى الحرب العالمية الثانية تحت اللواء الأمريكى و الأكثر غرابة أنك سوف تجد قبور لبعض الجنود المسلمين الأمريكين الذين قتلوا فى الحروب الأمريكية المختلفة!!


أكثر ما يجعلك تتعجب فى هذا المكان كيف أن الأمريكيين يحترموا من ضحوا فى سبيل هذا الوطن و يوقروهم سواء أحياء أو أموات. فالقائمون على إدارةالبلاديقدروا قيمة المواطن الأمريكى كثيراً و يضعوا حياته فوق كل إعتبار, و لأن التجنيد فى الجيش الأمريكى ليس إجبارى فهم ينظرون إلى المتطوعين فى الجيش الأمريكى نظرة كلها تقدير و إحترام لأنهم مستعدون للتضحية بحياتهم للدفاع عن المعتقد الأمريكى. و للعلم على الرغم من أن التجنيد هناك إختيارى إلا أنه يتم منح مميزات غير عادية للمتطوعين لتحفيزهم على الإلتحاق بالجيش الأمريكى مثل المنح الدراسية و المرتبات ضخمة و التأمين الصحى الشامل.


فى هذه المقبرة يرقد جثمان الرئيس الأمريكى الـ 35 جون كنيدى و الذى أغتيل فى عام 1963 فى ربوة مرتفعة قليلاً عن الأرض كنوع من التكريم لهذا الرئيس و الذى يمثل موته صدمة للكثير من الأمريكيين حتى الأن.


زيارة هذا المكان دفعتنى للتعجب من حال تعاملنا مع أبطالنا فى حروب أكتوبر و ما قبلها فالفريق سعد الشاذلى مهندس حرب أكتوبر و رئيس عمليات القوات المسلحة المصرية فى هذا الوقت عاش نصف عمره هارب من البلاد و سرقت إنجازاته كلها و نسبت ظلماً للمخلوع مبارك. فإذا كان هذا حال رئيس عمليات الجيش المصرى فى حرب أكتوبر فسوف يكون الحديث عن أحوال شهداء الحرب و الأسرى المصريين فى السجون الإسرائيلية مثير للسخرية و الضحك.


لا تتخيل كون أن المكان مكان لدفن الموتى انه مكان مقفر و موحش. العكس تماماً هو الصحيح, فالمكان يتميز بوجود الخضرة و الأشجار العالية و الزهور الجميلة و الأعجب من ذلك أنه مزدحم بالزائرين ما بين من جاؤا لزيارة قبور ذويهم, أو السائحين, أو الوفود الطلابية التى جائت للتعرف على تاريخ البلاد!!


يمكنك أن تضبط ساعتك على موعد تغير حرس شرف قبر الجندى المجهول. ففى تمام الساعة الثانية عشر ظهراً يتم تغيير طاقم حرس الشرف بطاقم أخر. و فى تلك الأثناء و قبل البدء فى إجراءات تغيير طاقم الحراسة يقوم أقدم رتبة فى المكان بالتنبيه على الجميع 
بإلتزام الصمت التام إحتراماً للجندى المجهول!! 


أترككم مع هذا الفيديو المثير للإحترام!!






إذا كان هذا حال بلاد تحترم قبور أبطالها الذين ماتوا فى سبيل بلادهم, فكيف سيكون حال تلك البلاد حيال مواطنيها الأحياء!!


نلتقى فى التدوينة القادمة إن شاء الله

الثلاثاء، 28 فبراير 2012

مدينة الشيكولاتة Chocolate City

واشنطن العاصمة
من المظاهر الملفتة للنظر فى العاصمة الأمريكية هى أن معظم سكانها من أصحاب البشرة السمراء و لا عجب فى ذلك فالمدينة تشتهر باسم "Chocolate City"  أو مدينة الشيكولاته نظراً لوجود الكثير من أصحاب البشرة السمراء من ساكنى تلك المدينة.

واشنطن هى ليست المكان الوحيد فى الولايات المتحدة الأمريكية الذى يحمل هذا الأسم فهناك ولاية واشنطن فى الشمال الغربى من أمريكا على الحدود مع كندا و يطلق الأمريكيين على واشنطن العاصمة اسم "D.C" إختصاراً كإشارة للعاصمة, فى حين إنهم يقولون واشنطن سياتل فى الأشارة للولاية الشمالية حيث أن سياتل هى اكبر مدينة فى الولاية و معقل عملاق الحاسبات مايكروسوفت العالمية.

العاصمة الأمريكية لا تتبع أى ولاية فيدرالياً فهى منطقة مستقلة بذاتها تقع بين ولايات نيويورك و فيرجينيا و بنسلفانيا و هى ليست مدينة و لكنها مقاطعة "Washington District of Columbia" أو "Washington D.C" و هى  مقاطعة  جميلة و هادئة و بطبيعة الحال يوجد بها أهم مؤسسات الدولة كالبيت الأبيض مقر الحكم و مجلس الشيوخ الذى يصدر القرارات التشريعيه فى البلاد و بعض الوزارات. و من عجب أنه فى هذه المقاطعة يوجد وزارة يطلق عليها أسم وزارة الداخلية و لكنها ليست كوزارة الداخليه فى مصر تختص بتعذي... أقصد حفظ الأمن فى البلاد و لكنهاتختص بالحفاظ على المظهر الحضارى للدولة كالأهتمام بالحدائق و المتنزهات  العامة و غيرها.

من أجمل الأشياء التى لفتت نظرى فى هذه المقاطعة الجميلة و الهادئة هى وجود مسجد كبير مبنى على الطراز العربى و له مئذنة عالية. كانت لحظة جميلة اقشعر لها بدنى حينما وقعت عينى على مسجد لأول مرة فى بلد دأب الأعلام فى بلادنا ان يصفها بالمجون و الفجر.


مسجد واشنطن العاصمة

لا يمكنك أن تزور المقاطعة بدون زيارة البيت الأبيض مقر الحكم فى أمريكا. فى الحقيقة زيارة هذا المكان توضح معنى الديموقراطية الأمريكية بجلاء فهناك سوف تجد ما لم و لن تراه للأسف فى بلادنا حتى فى القريب العاجل. طبيعى جداً ان تقترب من سور البيت الأبيض و لا ضير أن تجد الرئيس الأمريكى فى أثناء خروجه أو دخوله يلوح للزائرين. أنتم بالطبع تعرفون عاقبة الإقتراب من أحد القصور الرئاسية فى بلادنا. أذكر ان المرشد السياحى الذى رافقنا فى أثناء الزيارة قد أخبرنا بأن الرئيس الأمريكى بوش الأبن ليس بداخل البيت الأبيض للخروج للجماهير و التلويح لها و حمدت الله على أننى لم أرى هذا الوجه العنصرى البغيض.

هناك يُنظر إلى الرئيس على أنه رمز الدولة الذى له كل تقدير و إحترام و لكنه ليس فوق البشر أو نصف إله كما هو الحال فى بلادنا. نظام الحكم قائم على فكرة التعددية و المؤسسية. فمجلس الشيوخ و الكونجرس يقوموا برسم السياسات الأمريكية فى الداخل و الخارج و الجيش الأمريكى منوط بحماية الأراضى الأمريكية فى الداخل إذا عجزت الشرطة عن ذلك وحماية المصالح الأمريكية فى الخارج إذا أستدعى الأمر التدخل عسكرياً. أما رئيس الدولة فهو يقوم بمساعدة مساعديه و على رأسهم نائبه و وزير خارجيتة بمتابعة تنفيذ تلك السياسات و التصديق على قرارات مجلسى الشيوخ و الكونجرس. من ذلك ندرك أن اللعبة ليست فى يد شخص واحد أو مجموعة أشخاص قليلة.
البيت الأبيض

من أعجب الأشياء التى وجدتها عند البيت الأبيض هو إمراة عجوز تقيم فى خيمة قديمة و مهلهة أمام سور البيت الأبيض مباشرة و حينما أقتربت من الخيمة فهمت من بعض اللوحات المعلقة على قماش الخيمة أنها إمراة من بوليفيا!! قررت الإعتصام أمام البيت الأبيض إعتراضا على وحشية الجيش الأمريكى الذى ألقى قنبلتى هيروشيما و نجازاكى على اليابان فى الحرب العالمية الثانية!! و الجميل فى الأمر ان احداً لم يقم بفض إعتصامها بالقوة أو حتى باللين أو يتعرض لها بأى شكل. ليست تلك المرأة فحسب, هناك أيضاً بعض الأشخاص الذين قرروا الإعتراض على بعض السياسات الأمريكية فى العالم على طريقتهم الخاصة بإرتداء ملابس غريبة أو رفع شعارات كنوع من الإعتراض.


من الأماكن التى قمت بزيارتها فى تلك المقاطعة الجميلة هو مجلس الشيوخ أو ما يطلق عليه بالـ "Senate House" و هو يشبه مجلس الشعب لدينا حيث أن كل ولاية يكون لها ممثلين فى هذا المجلس و الذى يختلف عددهم على حسب عوامل عدة
مجلس الشيوخ أو الـ Senate House
على الجهة الأخرى من هذا المبنى يوجد ما يسمى بالنصب التذكارى للرئيس لينكولن "Lincoln Memorial" و هو نصب تذكارى أقيم لتخليد ذكرى الرئيس الأمريكى الـ 16 إبراهام لينكولن و الذى قام بتوحيد الشمال و الجنوب بعد إنهاء الحرب الأهلية. يشتهر هذا المكان بوجود مسلة فرعونية, وحينما سألنا عن سبب وجود هذه المسلة فى هذا المكان, أخبرنا المرشد السياحى أن المكان كله صمم على الطراز الرومانى ورأى القائمون أن يتم وضع هذه المسلة كرمز للحضارة المصرية القديمة و لكى يصبح المكان رمزاً لتلاقى الحضارات. و من أشهر ما يميز هذا المكان هو تصوير أخر مشاهد فيلم "فورست جامب" بطولة النجم توم هانكس. و الأهم من ذلك هو إقامة مراسم تسليم السلطة لأول رئيس أمريكى أسود منتخب و هو باراك أوباما.

النصب التذكارى للرئيس لينكولن "Lincoln Memorial"




نلتقى فى التدوينة القادمة إن شاء الله

الاثنين، 27 فبراير 2012

بداية الرحلة

أغسطس 2008
و على بركة الله بدأت الرحلة.... 

أغرب ما فى البداية هو مطار القاهرة... كل حاجة فى مصر بتعذبك المواصلات, الروتين, الزحمة, غلاء الأسعار, تعامل الناس مع بعضها, اللى لازقين فى الكراسي, كل حاجة كل حاجة.... لكن فى مطار القاهرة الموضوع كان غريب شوية. مكان نظيف و منظم على غيرالعادة, الأمور تسير بسلاسة و الإجراءات تمر بيسر و ظباط الجوازات منضبطين و لكن بإحترام شديد على غير عادة الشرطة. و يبدو أن مصر تعامل أبنائها بإحترام بس لما يحبوا يخرجوا منها. لم يعكر صفو الجو الجميل ده إلا الموظف المسئول عن وزن الشنط ,فعلاً كان إنسان سمج و التكشيرة مش عايزة تسيب وشه... المهم ركبت الطيارة.

ديه ما كانتش أول مره اسافر فيها بره مصر. لأنى قبل كده سافرت و أنا طالب فى الجامعة لسوريا الحبيبة و اللى انا عامل لها قسم خاص فى المدونة لأن الشعب السورى ده حدوتة تانية و حرام اللى الجزار بشار بيعملوا فيهم ده.

رحلتى كانت على طيران دلتا الأمريكى و طاقم المضيفين كان كله أمريكيين ما عدا واحد مصرى و فى الغالب كان موجود على الطيارة علشان لو حد مش بيعرف يتكلم إنجليزى. الأخ ده بقى  كان أرخم من موظف الوزن و كان فظ جداً. الغريب فى الموضوع انه كان ذوق جداً مع الأجانب و مكانش كده خالص مع المصريين!! مش عارف هى ديه عادة المصريين مع بعضهم و لا عقد و مركبات النقص بتظهر فى المواقف اللى زى ديه؟


لما ركبت الطيارة حظى كان فى كرسى جنب الشباك و لما بدأت الطيارة فى الإرتفاع بدأت الأشياء على الأرض تصغر و تصغر لحد ما بقاش فيه تفاصيل تتشاف, بقى فيه ملامح لخريطة مصر و فى ثوانى معدودة عدينا من فوق الدلتا و بعدها بقينا فوق الإسكندرية. الواحد كان بيقول فعلاً سبحان الله, اد ايه الأنسان ده صغير و ضئيل فى كون ربنا الواسع اللامتناهى ده لكن الأنسان بغروره فاكر انه قوى و كبير.

عدينا من فوق البحر المتوسط و أخترقنا معظم بلاد أوروبا الغربية فى إتجاهنا للمحيط الأطلنطى قبالة سواحل إنجلترا. فعلا الرحلة كانت ممتعة و كان اميز ما فيها على الرغم من طول فترة الطيران, حوالى 13 ساعة طيران متصل, ان الواحد اتفرج على مناظر طبيعية جميلة كتير وديان و انهار و بحار و جبال و كانت الكلمة اللى على لسان الواحد اغلب 
الوقت سبحانك يارب على عظيم خلقك.

زى ما الرحلة بدأت من مطار القاهرة الدولى الساعة 12 ظهراً انتهت على الجانب الأخر من الكوكب و تحديداُ فى مطار جون كنيدى فى نفس التوقيت. هاتقول لى إزاى... هاقولك اصل الموضوع مرتبط بعلم الفلك. طول الرحلة و الشمس ماشية معانا لأننا كنا بنتجه ناحية الغرب فى نفس الوقت اللى الشمس بتتحرك فيه معانا من الشرق فى إتجاهها للغروب. يعنى ايه الكلام ده؟ يعنى انت لما تسافر من الشرق للغرب انت بتكسب وقت لأنك بتتحرك فى نفس إتجاه حركة الشمس و العكس صحيح. مثلأ انت لما تسافر من القاهرة لأمريكا و تبدأ تتحرك من القاهرة على الساعة مثلا 6 الصبح هايكون الوقت فى أمريكا ساعتها حوالى 1 الظهر بتوقيت الساحل الشرقى . فلما توصل بعد 13 ساعة هايكون اليوم فى القاهرة خلص و اليوم هايبدء لسه فى أمريكا!! ده اللى خلانى لما صحيت من النوم فى الطيارة و لاقيت الدنيا لسة نهار أقول لواحد صاحبى احنا لسه بدرى على ما نوصل؟! بعديها بساعة كده وصلنا!!!

و أخيراً وصلنا و الحمدلله...... أول حاجه عنيا وقعت عليها هو تمثال الحرية رمز أمريكا و الذى يربض فى جزيرة  على  المحيط الأطلنطى عند مدخل نيويورك الشرقى و التمثال ده حكايته حكاية هانتكلم عليها فى تدوينة تانيةإن شاء الله.


هبطت الطيارة بسلام و وقفت شوية على الممر و لما حبينا نعرف فى إيه عرفنا إن فى طيارة واقفه على الممر و بتنزل ركابها ببص من شباك الطيارة لاقيتها طيران العال الإسرائيلى!!! كل الحساسيات التاريخية اللى جوا كل واحد مصرى و عربى تجاه أمريكا و إسرائيل جات على بالى فى اللحظة ديه, و جيه فى دماغى أفكار من عينة أكيد هايركنوا طيارتنا اللى جايه من القاهرة علشان يرحبوا بركاب العال الإسرائيلى و هايعملوهم المعاملة المحترمة و إحنا هانتبهدل تفتيش و و و . الموضوع كان بسيط و مكانش محتاج كل الحساسيات ديه لأن طيارة العال كانت واقفه قبلنا و كان بديهى أن ركابها ينزلوا قبلنا!!

نزلنا من الطيارة و طبيعى أنك هاتعدى على بوابات الأمن اللى بنسمع عنها قصص الرعب من بعد أحداث 11 سبتمبر بصراحة انا كنت قلقان جدا و شايل هم اللحظة ديه. من اللحظة ديه بدأت أشوف ناس تانية
 بعقلية مختلفة. الموضوع بسيط و أسهل من كل الهجص اللى الإعلام بتاعنا عمال يقوله عن إجراءات الأمن فى مطارات أمريكا من بعد الحادثة الشهيرة. أول واحد قابلته فى المطار كان هو بطبيعة الحال ظابط الجوازات و اللى هو زيه زى عادة أى ظابط جوازات فى أى مطار, شخصية صارمة, لا يترك مساحة لفتح أى حوار, يلجأ للغة الإشارة أكثر من الحديث و هذا مفهوم بطبيعة عملهم. المهم الظابط ده خد جوازى و فحصه بأجهزة فحص الجوازات و طلب منى الوقوف فى إتجاه الكاميرا و طلب منى انى اخلع الكاب من على رأسى ثم ألتقط لى صورة تؤخذ لكل من يزور الأراضى الأمريكية لأول مره و ببساطه شديدة أعطانى جواز سفرى!!


الموضوع سهل كده و أمريكا لسه فى حرب ضد العراق و أفغانستان و القفا اللى خدوه فى 11 سبتمبر لسه معلم على قفاهم؟؟ و العالم كله شايف الهوايل ديه بسبه!! بعد كده عرفت من مسئول فى الكلية اللى انا بدرس فيها ان أى واحد فى العالم بياخد تأشيرة دخول لأمريكا من بلده بيعامل على الأراضى الأمريكية معاملة الأمريكيين تماماً ماعدا فى ممارسة الحقوق السياسية و إمتيازات القروض و بعض الأشياء الأخرى. و المنطق فى ده إن السفارة الأمريكية فى البلد اللى انت جاى منها بتتأكد تماماً إنك مش هاتتسبب فى أى مشاكل على الأراضى الأمريكية, و ده بيفسر صعوبة إجراءات الحصول على تأشيرة دخول أمريكا.

يبدو أن سهولة إجراءات الدخول لم تقلل من المخاوف اللى كانت لسه مسيطرة عليا  عن المطارات الأمريكية, منه لله الإعلام المزيف بتاعنا, المهم روحت على السير علشان أخد شنطى و انا متوقع انى هالاقى ناس بتتفتش شنطها و اخر بهدلة. لاقيت ناس واقفه عند سير الشنط و بتاخد شنطها بمنتهى اليسر و السهولة و بتمشى بيها من غير ما حد يعترض طريقها!! أخدت شنطى و انا متوقع ان فى بوابة تانيه و هايتطلب منى انهم يفتحوا شنطى و هايحصل معايا الفيلم الأمريكانى أياه و هاتفتش و هايشتبهوا فى اسمى لكن بردو كل ده ما حصلش!!

انتقلت لبوابة تانيه علشان هاركب طيارة تانيه رايحة لواشنطن العاصمة. عند البوابة ديه طلبوا مننا إننا نخلع الأحزمة و اى اجزاء معدنية زى الساعات و غيرهاو الأغرب أنهم طلبوا إننا نقلع الأحذية. طبعا الموضوع ده ماعداش عليا انا و اصحابى المصريين بسهولة وفضلنا نتتريق عليه, بعدين عرفنا ان ممكن ناس تخبى متفجرات فى نعال الأحذية. المهم لما لاقينا الناس كلهم بيقعلوا بما  فيهم كبار السن قولنا ياعنى هى جت علينا اقلع يا عم الحاج. وقفنا فى الطابور الطويل علشان ناخد دورنا و نعدى من البوابة ديه و لاقيت معظم أجناس البشر واقفة فى الطابور ده, أصل مطار جون كنيدى ده واحد من أهم مطارات أمريكا و اللى معظم الرحلات اللى جايه أو طالعه من أمريكا بتخرج منه. طبعا غنى عن التعريف إنى أقول إن المطار تم تسميته على أسم الرئيس الأمريكى الشاب جون كنيدى (كنيدى هو الرئيس الـ 35 فى تاريخ أمريكا) و الذى تم إغتياله فى عام 1963

و انا واقف فى الطابور لاقيت ورايا مجموعة من الإسرائيلين واللى واضح انهم كانوا من مخلفات طيارة العال اللى كانت واقفه على الممر قبلينا. كان واضح جداً من طريقة لبسهم الطاقية اللى بيحطوها على راسهم و لغتهم العبرية اللى شبه لغتنا العربية إنهم إسرائيليين. فى اللحظة ديه انا قررت انى اتعود على وجود إسرائيليين كتير و أحسن حل انى ما اركزش معاهم علشان الفترة اللى هاقضيها فى أمريكا تعدى على خير.

عدينا البوابة بسلام و الحمدلله و طيارتنا إتاجلت اكتر من مره و ده الطبيعى فى مطار جون كنيدى اللى عليه ضغط غيار عادى. حبينا نصلى المغرب و العشاء فبدأنا ندور على مكان نصلى فيه و الأهم من ده كنا عايزين نعرف مكان القبلة. بدأنا نسأل و كان طبيعى أننا نسأل موظفي المطار فلاقينا أفراد أمن كده واقفين فسألناهم عن إتجاه الشرق إزاى فاستغربوا من السؤال و بدأوا كده ينظروا لنا بريبة شوية. فلما عرفوا إننا عايزين نصلى رجعوا تانى لطبيتعتهم اللطيفة و بدأوا يسألونا انتوا منين و كده فلما سألناهم نصلى فين قالوا لنا فى أى مكان انتوا تحبوه. المهم بدأنا نصلى و ديه كانت أخر حاجه عملناها فى مطار جون كنيدى و بعدها ركبنا الطيارة التانية فى طريقنا إلى واشنطن العاصمة.


أشوفكم فى التدوينة التالية إن شاء الله.

مطار جون كنيدى

الموقع الرسمى للمطار http://www.jfkiat.com

الأحد، 26 فبراير 2012

المدونة ديه ليه؟؟؟

المدونة ديه ليه؟؟؟
من زمان و أنا بحب الكتابة, و زمان ديه من و أنا عندى حوالى 10 سنين تقريباً. كان نفسى يبقى ليا دفتر يوميات أكتب فيه خواطرى و اشاركها مع الناس بس كل مره كنت بنوى أبدء اكتب و ما كنتش ببدء!! مش عارف ده كسل منى و لا يمكن مافيش وقت بس انا الصراحة برجح الأولانيه. مش كده و بس, يمكن علشان زمان اللى هو لما كان عندى 10 سنين (أنا مش عجوز اوى على فكرة) مكانش سهل انك تكتب و الناس تقرا اللى انت بتكتبه. لكن دلوقتى بعد وجود الأنترنت بقى سهل أوى انك تعمل ده.
طيب نرجع بقى للسؤال بتاعنا ليه المدونة ديه؟؟
المدونة ديه علشان افضفض بس بصوت عالى شوية, و انقل اللى انا اتعلمته من الحياة للناس يمكن حد ينتفع بيه و لما أموت يمكن يكون صدقة جارية على روحى. و لأن انا مؤمن ان المعرفة لازم يكون لها أجنحة و لازم تتنقل من مكان لمكان بدون حواجز و مش لازم تكون حكر على حد هاكتب اللى ربنا يقوينى عليه. عسى ان ينتفع بيه أى حد معدى و يدعيلنا.  انا عارف انا اللى هاقوله هنا مش هايعجب كل الناس, و ده مش هدفى ابدا, لان الناس عمرها ما اتفقت على حاجة ابدا و دية سنة ربنا فى الكون اننا نكون مختلفين فى كل حاجه الشكل و اللون و اللغة و الأفكار علشان يبقى الحياة ليها معنى
كل اللى انا بتمناه من اللى هايقرا الكلام ده انه لو معجبهوش انه يلتزم بأدب الحوار. و أنا عن نفسى هاتقبل النقد و الاختلاف فى الرأى ما دام فى إطار الإختلاف فى وجهات النظر و ليس فى إطار الجدل العقيم
تحياتى للجميع
واحد و خلاص