الأربعاء، 7 مارس 2012

من واشنطن إلى دريدين... بينى وبينك مسافات

نورث هامبتون- ولاية بنسلفانيا,دريدين- ولاية نيويورك


مع أول ضوء للنهار إستعد الجميع للتحرك من واشنطون إلى الكليات التى سوف ندرس بها. كل الوفود الطلابية إتجهت إلى المطار لإستقلال الطائرات التى سوف تقلهم إلى أماكن دراستهم المختلفة, إلا المجموعة التى كانت معى لأنها كانت سوف تنتقل بواسطة أتوبيس!! حينما تحدثت مع أحد القائمين عن أمر برنامج الدراسة عن السبب فى ذلك أوضح لى أن معظم الطلاب سوف يدرسون فى ولايات و أماكن بعيدة عن واشنطون, أما مجموعتى فهم سوف يدرسون فى ولايتى نيويورك و بنسلفانيا القريبتين. قلت له أن مسافة الرحلة حوالى خمس ساعات, قال لى ببساطة أن خمس ساعات ليست كثيرة و عليك أن تستمع برحلتك!!


بالطبع سوف تتعجب مثلى إذا علمت أن المسافة حوالى 550 كيلو متر!! و لكن كيف يتحدث هذا الرجل عن مسافة كتلك بكل هذه البساطة؟! دعنى أقول لك أن أمريكا هى دولة ذات مساحة كبيرة, حوالى 8 مليون كيلو متر مربع, و أن السفر و الترحال من عادات الشعب الأمريكى و لا عجب فى ذلك إذا علمنا أن أمريكا هى دولة مهاجرين. أضف على ذلك أن المسافات بين القرى و المدن داخل الولايات الأمريكية متباعدة, علاوة على ذلك أن تصاميم الأحياء السكنية نفسها تعتمد على الإتساع و مراعاة خصوصية الأفراد فى بيوتهم. سوف نتحدث عن ذلك بالتفصيل فى تدوينة لاحقة إن شاءالله.


تحرك بنا الأوتوبيس وفق جدول زمنى مسبق وزع على كل فرد فى الأتوبيس ليعلم أماكن التوقف و خط سير الرحلة. بعد حوالى الساعتين تقريباً أو يزيد توقفنا فى مدينة نورث هامبتون التابعة لولاية بنسلفانيا. عند هذه النقطة أنفصل بعض من ركاب الأتوبيس الخاص بنا للإلتحاق بكليتهم فى تلك المدينة و إنضم إلينا بعض الوافدين الجدد.
 

على الرغم من بعد المسافة إلا أن الكل كان سعيد و مستمتع بالأجواء الطبيعية الرائعة. فالمسافات بين البلدات الأمريكية فى معظمها هى من الجبال و السهول الخضراء و الأنهار و الجداول الجميلة التى تجعلك تقول من كل لسانك "رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَـٰذَا بَـٰطِلاً۬ سُبۡحَـٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ" ال عمران أية 191.


عند وصولنا لمدينة نورث هامبتون فوجئنا ببعض الطلاب فى إنتظارنا و التى تبدو ملامحهم خليط بين الأوروبين و العرب. للوهلة الأولى ظننا انهم إسرائيليين و أصابنا إحباط شديد و إزداد الإحباط حينما علمنا أنهم سوف ينضموا إلينا فى الطريق إلى ولاية نيويورك. و قبل إنضمامهم إلينا علمنا من بعض الطلاب الأخريين أنهم أتراك و ليسوا إسرائيليين ففرحنا فرحاً شديداً لذلك. أنضم إلينا أربعة من الأتراك إثنين منهم ذكور, كذلك إنضم إلينا شاب رائع من جنوب إفريقيا لا تفارق الإبتسامة وجهه أبداً مع فتاتين من نفس البلد بالإضافة إلى فتاة من إندونسيا و أخرى من باكستان. أصبح العدد النهائى لمجموعتنا 18 طالب ممثلين لستة دول لحسن حظى.


إنطلقت بنا الحافلة بعد وداع ملىء بالدموع بين طلاب نورث هامبتون و المنضمين حديثاً إلى حافلتنا, ما أصعب لحظات الوداع تلك القاسية!!


بعد ساعتين أخريين وصلنا إلى قرية "دريدين" التى عشت بها لمدة سنة و أربعة شهور. و دريدين تلك قرية  هادئة ليست صغيرة المساحة على الإطلاق وعلى الرغم من ذلك لا يتجاوز عدد سكانها الألفى مواطن!! أهم ما يميز هذه القرية هى الكلية التى سوف ادرس بها و اسمها "Tompkins Cortland Community College, TC3"
سوف نتعرف على كليتى فى تدوينة لاحقة إن شاء الله. القرية بطبيعتها هادئة و يوجد بها المحلات التجارية المتوسطة الحجم و بعض الأنشطة التجارية القليلة. بإختصار هى مكان هادىء تماماً يصلح لمن يبحث عن الإستشفاءأو الحصول على قسط من الراحة و الهدوء.


المسافات بين واشنطن و قرية دريدين ليست مرتبطة بالبعد المكانى فحسب, و لكنها مرتبطة بالبعد الحضارى و الثقافى. فواشنطن مثلها مثل أى عاصمة فى العالم يوجد بها الكثير و الكثير من الأشياء التى يمكن أن تفعلها للترفيه عن نفسك و للإستماع بوقتك مثل السنيمات و المسارح و المتاحف و المكتبات و غيرها. أما دريدين فهى قرية صغيرة أقرب مدينة تبعد عنها بالسيارة حوالى 25 دقيقة و لكن ليست تلك المشكلة. فالمشكلة هى أن الحافلات العامة لا تعمل بعد التاسعة و إذاأردت أن تذهب إلى أى مكان بعد ذلك الوقت فيجب ان تمتلك سيارة أو يمكنك إستقلال تاكسى و هو مكلف جداً فى بلد مثل أمريكا. الأسوء من ذلك أن تلك المدينة القريبة و هى مدينة صغيرة لا يوجد بها الكثير لتفعله لترفه عن نفسك!!


بالطبع كانت هذه صدمة قاسية لمعظمنا و بالأخص للمصريين لأن معظمنا من ساكنى القاهرة المشهورة بأضوائها الصاخبة و شوارعها التى لا تنام!! علاوة على ذلك الصورة التى فى أذهاننا جميعاً عن أمريكا. فمعظمنا يتخيل أنها بلاد صاخبة و مجنونة و السيارات تتسابق فيها و هذا بالطبع ليس صحيح فى أغلب الأحوال, ببساطة شديدة ده شغل سينما.


حينما وصلنا لكليتنا لم نجد أحد فى إستقبالنا بل و كانت أبواب الكلية موصدة!! عرفنا بعد ذلك أن الدراسة لم تبدأ بعد و أن لا احد يتواجد فى أثناء العطلات الدراسية. بعد فترة وجدنا أحد أفرد الأمن و الذى أخبرنا أنه على علم بوصولنا وأنه يتوجب علينا التوجه إلى أماكن السكن و هى على تبة مرتفعة تبعد أمتار قليلة عن الكلية .


على الفور توجهنا إلى هناك و كان فى إستقبالنا ثلاث سيدات متوسطى العمر و التى استمرت علاقتنا بهم طوال فترة إقامتنا بالكلية.

بعد عبارات الترحيب المعتادة تم توزيعنا على الشق السكنية التى سوف نسكن بها و هى أقل ما توصف به أنها شقق فندقية فاخرة. فالشقة عبارة عن أربعة غرف مستقلة و كل غرفة بها سرير و أدراج ملابس و مكتب و كرسى. كذلك بالشقة حمام مشترك و غرفة معيشة بها أنتريه جيد لإستقبال الضيوف و مطبخ به بوتاجاز كبير و فرن و ميكروويف و ثلاجة و بعض الأدراج لحفظ الأوانى. جاء من نصيبى أن يسكن مع صديق مصرى على أن ينضم إليناإثنين من الطلاب الأمريكيين عند بدء الدراسة.



بعد أن وضعنا حقائبنا فى الغرف المخصصة لذلك تم توزيع بعض أدوات المطبخ و بعض المعلبات و الأغذية المحفوظة و بعض ملاءات الأسرة و التى علمنا أنها بعد ذلك تبرعات من بعض الأسر و الطلاب السابقين. بالطبع بعضنا تأفف من ذلك و رفض ان يأخذ منها فى البداية و لكن أحدى السيدات الثلاث شرحت لنا أن هذا جزء من الثقافة الأمريكية و أنه لا حرج فى ذلك. عرفنا بعد ذلك أن من عادات الشعب الأمريكى الطيبه هى حبهم لمساعدة بعضهم البعض علاوة على تبرعهم بالأشياء الزائدة عن حاجتهم للأخرين حتى يستفيدوا بها و ليس كما يصور الإعلام فى بلادناالعكس.


بعد ذلك قام فرد من كل شقة بتجميع إحتياجات باقى زملائه فى الشقه من أطعمة و مشروبات تكفى ليومين أو ثلاث و ذهبنا فى عربات السيدات الثلاث إلى متجر ضخم قريب لشراء إحتياجتنا.
نلتقى فى التدوينة القادمة إن شاء الله.

السبت، 3 مارس 2012

بــســنــت

أغسطس 2008


اليوم هو الثالث و الأخير فى واشنطن العاصمة


كان الهدف من الإقامة فى المقاطعة هو التعرف على العاصمة الأمريكية و حضور ورش عمل تدريبية حول برنامج المنحة الدراسية التى حصلت عليها مع حوالى 175 طالباً مصريأ اخرين علاوة على نفس العدد تقريباً من طلاب خمس دول أخرى و هى باكستان, أندونسيا, تركيا, جنوب أفريقياوالبرازيل.


تم تقسيمنا فى قاعة المسرح الكبير فى إحدى ورش العمل إلى مجموعات على حسب الولايات التى سوف ندرس بها, و لأننى تم توزيعى للدراسة فى ولاية نيويورك جلست مع مجموعتى التى سوف تدرس فى نفس الولاية و كانت المجموعة حتى تلك اللحظة مكونة من طلاب مصريين و باكستانيين.


كان دائما ما يحرص المنظمون على أن نحتك بطلاب الدول  الأخرى لهدفين. الأول هو الأحتكاك مع شباب من ثقافة مختلفة فيمكن التعرف على أشياء جديدة عن ثقافة بلادهم. السبب الثانى لأنك سوف تكون فى هذه الحالة مضطراً للتحدث باللغة الأنجليزية و التى سوف تكون لغة الدراسة و الحياة فى خلال فترة المنحة وهذا بالطبع شىء هام.


جاء حظى إلى جوار إثنين من الطلاب الباكستانين شاب و فتاة. لأول وهلة عند الحديث مع الباكستانيين او الهنود عموماً تشعر بغرور و إستعلاء فى حديثهم و هذا إستنتاج خاطىء فى أغلب الأحوال. سوف أقوم بالتحدث عن باكستان فى تدوينات أخرى إن شاءالله.

طُلِبَ من كل فرد منا أن يرسم شىء يعبر عن بلده ثم يمررها لباقى أعضاء مجموعته و التى كانت مكونة من ثلاث إلى أربع أفراد. بالطبع لم أجد أفضل من الأهرامات أن أرسمها لتعبر عن مصر, هكذا تربى جيلى فى المدارس أن الأهرامات هى أهم ما يميز مصر, و فى الحقيقة أن مصر العظيمة لم تجد ما يمكن أن تفخر به أمام العالم فى العقود الأخير من تاريخها سوى الأهرامات. و كأن تاريخ مصر كله و ثقافتها و فنونها قد توقفت عند حضارة الفراعنة أقدم حضارات الدنيا. لأن النظام البائد لم يكن له إنجازات يتحاكى عنها العالم, و العجيب انه لم يكتفى بذلك بل دأب على أن يسوق مصر للعالم على أنها بلاد الجمل و الأهرامات و الصحراء و تناسى تاريخ هذا البلد العظيم بدعوى تنشيط السياحة الفاشلة فى مصر. سوف أتعرض لهذه النقطة أيضاً فى تدوينة أخرى إن شاء الله عن نظرة الأمريكان و العالم الخارجى لمصر .



مررت ورقتى لصاحبّى الباكستانيين فنظرا إليها بعدم إكتراث ليس من قبيل أنهما لم يحترما ما رسمته أو لم يحترما حضارة بلدى و لكن هذا لم يكن شىء جديد بالنسبة لهم, و كان تعليقهم بالطبع ما دام الحديث عن مصر فيجب أن تتحدث عن الأهرامات!!


حين مرر لى صاحبّى الورقة تعجبت بشدة مما رسماه!! لقد رسمت الفتاة طائرة ورقية بيد طفل, و حينما سألتها ما هذا و هل هذا يرمز لباكستان؟ تدخل الشاب بحماس شديد و قال هذا عيد قومى و مهرجان فى البلاد يجرى كل سنة!! حيث يقوم كل أهل مدينة لاهور تحديداً بالخروج فى الشوارع و فوق أسطح البيوت ممسكين بطائراتهم الورقية و يتفنن كل واحد فى تزيين طائرته الورقية لتبدو أجمل طائرة فى الجو!! بل أن البعض يذهب لأبعد من ذلك حيث يقوم بإضافة بعض الإضاءات الفسفورية على طائرته لتنير فى الليل!!


الغريب فى الموضوع أنها تبدو كمنافسة بين أصحاب الطائرات حيث يحاول كل صاحب طائرة أن يجعل طائرته تبدو أعلى طائرة فى الجو, ليس ذلك فحسب و لكن يحاول كل صاحب طائرة أن يسقط طائرة الأخرين و يا حبذا لو أستطاع الأمساك بها.  تدخلت أنا هنا و قلت لهم ان هذا يحدث عندنا فى مصر فى بعض الأحيان و لكن ليس بهذا الشكل الكرنفالى.


المؤسف فى هذا الكرنفال الجميل كما أخبرنى الأصدقاء الباكستانيين, أن هذا المهرجان يتسبب لفقدان الكثيرين لحياتهم حيث أن الكثيرين يسقطوا من فوق أسطح المبانى فى أثناء متابعتهم لطائرتهم و استغراقهم فى هذا الأمر فيقتربوا من حافة سطح المبنى و يسقطوا. ليس ذلك فحسب بل أن خيوط الطائرات المتينة تتسبب فى بعض الجروح و العاهات المستديمة بل و الموت للكثيرين.


هذا المهرجان يطلق عليه الباكستانيين أسم ... "بـسـنـت".


أترككم مع هذه الفيديوهات, عن هذا المهرجان الغريب و الجميل!!



لاهور- باكستان ... مهرجان بسنت للطائرات الورقية-الجزء الأول



لاهور- باكستان ... مهرجان بسنت للطائرات الورقية-الجزء الثانى


نلتقى فى التدوينة القادمة إن شاء الله .....



الخميس، 1 مارس 2012

البرازيل مالهاش فى الكورة!!

العاصمة واشنطن
من المواقف الطريفة العديدة التى لا أنساها ما حدث فى نهايةأخر يوم فى العاصمة واشنطن.



إنتهت الندوات التحضيرية وأصبح لدينا متسع من الوقت للترفيه عن أنفسنا إستعداداً للتوجه إلى الولايات التى سوف ندرس بها فى الصباح الباكر. كل منا مارس ما رأه مناسباً له, فالبعض فضل الخلود للراحة فى الغرف, والبعض فضل أن يتسامر مع الأخرين و البعض فضل أن يمارس الرياضة, فمجموعة تمارس رياضة السلة, و أخرى الكرة الطائرة, و أخرى كرة القدم. أماأنا فاخترت ان أمارس الكرة الطائرة و كرة القدم.


لعبت فى البداية كرة الطائرة لفترة ثم لعبت مع مجموعة من المصريين كرة القدم و إنضم لنا على إستحياء بعض من الجنوب أفريقيين. للأسف لم أكن مستعد بلبس رياضى حيث أننى كنت أتجول و وجدت بعض الشباب يلعبون فقررت الإنضمام إليهم على الفور. ولكنى كنت ألعب بحرص شديد خوفاً من الأصابة.


بينما نحن نلعب وإذ برفاق بيليه و كاكا يقتربوا من الملعب فى مجموعة من الشباب و الفتيات الحسناوات, بالطبع أنا أتحدث عن البرازيليين. 


و فجأة شعر جميع من فى الملعب بالإرتباك. فسحرة البرازيل معروف عنهم أنهم ملوك كرة القدم فى العالم و أنه لايمكن الوقوف أمام مهاراتهم الكروية. فمن كان يظن أنه الأفضل فى الملعب و أقنع البعض بأدائه خاف أن ينسحب منه البساط. و لأن أغلبية من فى الملعب كانوا من المصريين, لم يمر الموضوع مرور الكرام على قفشات المصريين و سخريتهم المعتادة على الموضوع و أن البرازيليين سوف يكتسحون كل من فى الملعب و بنتيجة عالية!!  


هنا أدعى البعض أنه مجهد و فضل عدم اللعب خوفاً من الإحراج المتوقع أمام البرازيليين. و البعض إدعى أن الإضاءة خافتة و أنه لا يمكن إكمال اللعب. أما أنا ففضلت الا العب خوفاً من الإصابة لأن التحدى كان فى أعين البرازيليين و لأن حذائى لم يكن يصلح للعب, و طالبنى بعض زملائى المصريين بأن أكمل معهم اللعب إقتناعاً منهم أننى يمكن أن أصنع الفارق, ياللسخرية!!


قلة من الشباب المصريين كانوا أشجع منا جميعاً و قرروا أن يقبلوا التحدى!! قبل بداية المباراة طلب منى بعض الزملاء أن أحكم اللقاء و قبلت ذلك بعد موافقة البرازيليين بالطبع.


و بدأت المباراة ...
الأجواء كانت حماسية و كانت تبدو كما لو أنها مباراة رسمية. فالحسناوات البرازيليات كن متحفزات جداً و كن يشجعن بجنون, و هذا بالطبع أشعل حماس الشباب البرازيلى. أماالشباب المصريين فالبداية لهم كانت مرتبكة بعض الشىءبطبيعة الحال, على الرغم من التشجيع المتحفظ من خارج الخطوط.

مرت الدقائق الأولى و بدأ المصرييون يتمالكوا رباطة جأشهم. فبالرازيليون ليسوا هم البرازيليون الذين نعرفهم, فهم فريق عادى يمكن التغلب عليه. و أنتفض المصرييون و أحرزوا هدفين بواسطة بعض السحرة المصريين الذين أبهروا جميع من فى الملعب بأدائهم الرفيع. و بدأ التوتر يبدو على البرازيليين الذين شرعوا فى الإعتراض على كل قراراتى التحكيمية بدون أى داعى بعد ذلك.

ثم أحرز المصريين الهدف الثالث وسط ذهول جميع الحاضرين. و هنا تسرب الغرور و الدلع قليلاُ إلى المصريين, و هى عادة سيئة فى المصريين, و هذا سمح للبرازيليين بإحراز أول أهدافهم ثم ردوا بهدف ثانى. هنا أنتفض المصرييون الذين شعروا بالخطر, و هذه عادة مصرية أصيلة فى أوقات الخطر تظهر معادن المصريين. أحرز المصريين الهدف الرابع ثم أتبعوه بخامس و أرتج الملعب عند هذه اللحظة, و ضغط البرازيليين بكل قوة.

وعند إحتساب إحدى المخالفات على حدود منطقة جزاء مرمانا و بعد لعب الكرة إقترب منى أحد الأصدقاء و كان حارس مرمى المصريين و طلب منى إنهاء المباراة بحجة دخول الليل و صعوبة رؤية الكرة لأن هذه فرصة أن تنتهى المباراة و نحن متفوقين على البرازيليين بهذه النتيجة!! هنا أنفجرت فى الضحك على هذه الفكرة الكوميدية و المعقولة فى نفس الوقت. بالفعل بعد دقائق قليلة أوقفت اللعب و أخبرت الجميع أن الرؤية أصبحت صعبه و هى بالفعل كانت كذلك و من عجب أن البرازيليين تقبلوا الأمر بصدر رحب و تقبلوا الهزيمة!!

هذه القصة علمتنى الا أتعامل مع الأحداث أو المواقف بالقناعات المسبقة خاصة إذا كانت متعلقة بالتحديات. سوف اقص لكم فى تدوينات لاحقة عن بعض المواقف المشابهه لتلك القصة و التى علمتنى أن لا أقلل أبداً من إمكانياتى و لا أبالغ فى تقدير قوةالمنافس.

إنتهت الليلة بموقف عصيب حيث ان زميلى و الذى كان يشاركنى فى غرفةالمعيشة, و هو بالمناسبة مصرى, قد تعرض لإزمة صحية بعد الفجر و ظل يوصينى أن أبلغ أمه السلام ظناً منه أنه يحتضر. الحمد لله مر الأمر بسلام و صاحبى ما زال حتى وقت كتابة هذه التدوينة حيٌ يرزق

إنتهت إقامتى فى واشنطن العاصمة, و فى الصباح الباكر بدأ الكل فى التحرك إلى ولايته التى سوف يدرس فيها.

أراكم فى التدوينة التالية إن شاء الله ...