الجمعة، 17 فبراير 2017

أحبوا الموت حبكم للحياة

(1)
أنا بحب الموت.. خضك العنوان مش كده؟
و يمكن كمان أدالك إنطباع عن الكلام اللى جاى. غالبا انت متخيل انك هاتقرا كلام عن واحد مكتئب و حياته بائسه و يمكن كمان مقبل على الانتحار.
فى الحقيقة العكس هو اللى صحيح تماماً, انت بتقرا كلام لواحد مقبل جداً على الحياة و عنده إيمان بربنا و طاقة أمل لا تنضب بتغير الأيام و الأحوال و الأشخاص.
أومال ايه؟

(2)
هاقول لك يا سيدى... انت عارف من ساعة ما قريت الكلام ده حتى هذه اللحظة كام خلية فى جسمك ماتت؟ طب عارف كام ورقة شجرة دبلت و وقعت من على الشجر, طب بلاش كام نجمة فى مجرتنا, مجرة درب التبانة, أو فى أى مجرة تانيه بعيدة او قريبة منا ماتت؟ انت عايز تقول ايه؟
(3)
إحنا اتربينا ان الموت ده حاجة وحشة بتخطف مننا حياتنا, أو حياة الناس الغاليين علينا, أو حياة الناس التانية اللى ما نعرفهمش. لكن عمرنا ما فهمنا إن الموت ده جزء من تركيبتنا النفسية و الجسدية. عمرنا ما قبلنا الموت على إنه حقيقة لا مفر منها و أول ما بتيجى سيرته صدورنا بتضييق و بنعتوذ من ربنا و نقول فال الله و لا فالك و الكلام اللى كلنا عارفينه ده.
(4)
أنت عايز تقول أيه؟
أنا طول عمرى بستغرب الناس اللى حواليا, أى حد لما اقول له لو مت ممكن تدعى لى. أو أساله مثلا و اقول له ارجوك ما تزعلش منى لو قضاء ربنا نفذ ومت و مالحقتش أعتذر لك. دايما بلاقى اجابات بتحوم فى فلك الكلام اللى ختمت بيه الفقرة اللى فاتت. كنت دايماً بستغرب من ردود الأفعال ديه. لأنى دايما منتظر الموت فى أى لحظة و مش خايف منه. لأن أنا مقتنع أن الموت مش حاجة وحشة. كنت أوقات كتير بحس أنى حد غريب أو بقول كلام بيضايق الناس اللى حواليا فى مفهومى عن الموت. من كام يوم قريت كتاب رائع اسمه "علاقات خطرة" لمؤلفه الدكتور محمد طه. الكتاب فيه فصل بيتكلم عن الموت, و فيه كلام شبه اللى انا بقوله ده بس بمنظور علمى نفسى, و الكتاب كله وجبة نفسية ممتعة للى حابب يقراه. الكتاب ده الصراحه شجعنى إنى أكتب الكلام ده, لأن فى أوقات كتيرة بنحس إننا أغراب لحد لما نلاقى حد شبهنا.
ماشى وبعدين؟...
(5)
هاقولك....
انت لما يكون عندك حلم و تتخلى عنه فى حته جواك بتموت. لو حد انت وثقت فيه جداً و بيخذلك فى حته جواك بتموت. لو هاجرت و بعدت عن أهلك و بلدك فى حتة جواك بتموت. خيبات الأمل و الإنكسارات و المرارات النفسية, الغضب, الإحباط, و اليأس كل ديه حاجات بتموت جواك حتة و تفضل كل يوم تفقد حتة فى حتة لحد لما جسمك يقرر يتخلى عنك و هو كمان يموت.
خلصت؟
(6)
لسه..
فاكر ورقة الشجرة اللى كلمتك عليها فى الفقرة الثانية..
أنت عارف إن الورقة اللى وقعت ديه بعد فترة هاتتحول لسماد عضوى يغذى الشجرة الأم اللى وقعت منها؟
طيب فاكر التجربة النفسية القاسية اللى انت مريت بيها؟ بلاش فاكر الحد اللى خذلك بمنتهى الخسة و الندالة اللى فى الدنيا كلها. مش انت بعد كل ده رجعت أقوى نفسياً و أذكى إجتماعياً و بتشم ريحة الغدر من على بعد أميال؟
الموت بيعمل فينا كده, الموت بيوهبنا حياة جديدة. أنت لما بتموت بتنتقل لعالم أخر و هو عالم البرزخ. معلوماتنا عن العالم ده بسيطة و قليلة, لكن المعلومة الأكيدة اللى إحنا عارفينها عنه انك لو عملك صالح فى الدنيا أكيد هاتكون إن شاء الله فى برزخ محمود و حياة أفضل من الحياة الدنيا. يعنى خلى بالك ما تكسرش قلب حد, ما تسرقش الأمل من حد. ما تخليش حد يعيش موقف صعب من المواقف اللى فى الفقرة الخامسة علشان يكون موتك فيه حياة أفضل ليك فى عالم البرزخ المحمود
(7)
أنا طول عمرى منتظر الموت و ظنى بربنا الملك الرحيم, انى هاكون فى برزخ محمود. عمرى ما خفت من لحظة موتى, بالعكس أنا كل يوم بصحى و فى دماغى طموحات و أحلام لتغيير العالم و معاها رغبة حقيقة إنى أموت!!
(8)
الحاجة الوحيدة اللى بتوجعنى و بتخوفنى... هو موت الناس اللى بحبها. فى فترة صعبة من حياتى دايرة الناس اللى بتحبنى و اللى انا بثق فيهاعمالة تصغر. بيبقى موت حد من الغاليين عليا حاجة صعبة جدا كل يوم بتموت جوايا حتة خوفاً من فكرة الفقد ديه.
(9)
أفتكروا دايماً أن الموت مش عكس الحياة, بالعكس الموت مرادف أخر للحياة
الموت مش دايماً وحش.
الموت يعنى حياة جديدة و بعث و نشور.
الموت يعنى أمل و حياة جديدة, و بكرة أحسن.
الموت يعنى إنتهاء الصعب, و بداية السهل بس بشرط تنجح فى الأختبار. يعنى ذاكر كويس يا كابتن.
(10)
أنا مش هالاقى حاجه اختم بيها الكلام ده, احسن من الفقرة ديه
أجمل حاجه فى الموت, أننا هانقابل ربنا و سيدنا النبى.... فيارب أجعل خير أيامنا يوم أن نلقاك فيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق