الثلاثاء، 22 أغسطس 2017

اللغم

(1)
 .... You Got to Keep Moving On
(2)
إحنا كلنا بشكل أو بأخر واقفين على اللغم و خايفين نتحرك لا يفرقع فينا.
(3)
لغم ايه اللى بتقول عليه؟
هاقول لك يا سيدى, بس اصبر عليا علشان الموضوع طويل حبتين. بس اهم حاجه انا طالبها منك, إنك تـ You Got to Keep Moving On
(4)
فى الحقيقة أنا بحب السينما جداً و كل فيلم بتفرج عليه, بكون مستنى منه رسالة أو حكمة ممكن أطلع بيها, و لو مالاقيتش اللى أنا عايزه ده, بحس ان وقتى و فلوسى ضاعوا. فى فيلم اتفرجت عليه من كام شهر عجبنى جداً و خلانى عايز اكتب عنه. و ديه حاجه نادره جدا, إن فيلم يشدنى اوى لدرجة إنى اكون عايز اكتب عنه. لظروف سفرى و إنتقالى للعيش فى ألمانيا, ما قدرتش للأسف اكتب عن الفيلم ده للسبب ده. مش كده بس, الحقيقة ان كل لما الوقت كان بيمر كنت بحس, إنى مافيش داعى للكتابة عن الفيلم, أو نقدر نقول إن حماسى للكتابة عن الفيلم كان بيقل تدريجياً. اللى حمسنى إنى اكتب عن الفيلم من تانى, هو واحد صاحبى و بدون قصد منه. الحكاية انه كان بياخد مشورتى فى قرار هو هاياخده يخص شغله و حياته, القرار ده فى مخاطرة كبيره. و أنا كنت ميال انه يتحرك و ياخد الخطوة ديه.... نرجع بقى لحكاية اللغم.
(5)
المكان: صحراء ما فى منطقة عربية على ما يبدو
الزمان: وقتنا الحالى بعد الظهيرة
الأحداث بتبدء ساخنة لما جندى المارينز الأمريكى مايكل و هو قناص بيحاول يغتال شخصية مهمه فى وسط الصحراء, و بيتردد لثوانى انه ينفذ المهمة لأن الشخص ده كان فى حفل عرس وممكن مدنيين أبرياء يموتوا أو يتأذوا. بيدور نقاش بينه و بين زميله اللى هو مساعد ليه و المفروض انه بيقول له اتجاه الريح فين و سرعته علشان يقدر يصيب الهدف بدقة. فجأة الحرس الشخصى للهدف بيكتشف مكانهم و بتحصل مطارده و فى الاخر مايكل و زميله بيقدروا يهربوا و يدخلوا مكان مكشوف.
(6)
شوية هوا يهبوا فى جو الصحراء الخانق و يرموا فى وش مايكل لافتة مكتوبه بالعربية و عليها علامة الموت. فمايكل يصرخ فى زميله انه يقف, لانهم من الواضح إنهم داخلين على حقل ألغام. زميل مايكل قرر إنه يتجاهله و يكمل مشى لأنه شايف ان مايكل فى كل قرارته "متردد" و "خايف", و هما من شوية كانوا فى مطاردة و مهمة فشلت بسبب تردده ده. بيدور نقاش اقرب للصراع بين الزميلين, و بوووووووووووم. لغم ينفجر وتتمزق معاه أقدام زميل مايكل لأشلاء. مايكل بيقرب منه علشان يساعده فبيسمع تكه ودنه الخبيره عارفها فبيتسمر مكانه.
(7)
الجو أصبح متوتر للغاية مع صراخ زميل مايكل و رعبه لما شاف رجليه الأتنين طاروا, وفى نفس اللحظة مايكل متسمر فى مكانه و مش قادر يتحرك لأنه دايس على لغم, و لو شال رجله من عليه هايموت. زميل مايكل بيفتح شنطته و يطلع منها صورة بنته يبص لها ويبوسها و يقول لمايكل انه بيحبها جدا و يطلع مسدسه و يموت نفسه و ماهمهوش صراخ مايكل اللى بيحاول يقنعه إن فى فرصة لنجاتهم,  هو ماقدرش يتحمل الألم و لا يتحمل فكرة إنه هايعيش طول عمره من غير رجلين أو فى أحسن تقدير بطرفين صناعيين. ده غير إنه شايف انه فى صحراء و فرص نجاته قريبه من الصفر. هو كان شايف إن الإنتحار هو الحل, و فى الحقيقة  الإنتحار عمره ما كان حل. هو اختار الهروب من مواجهة المشكلة.
(8)
 .... You Got to Keep Moving On
(9)
مايكل... انت لوحدك فى الصحراء و دايس على لغم, انت فى معركة مع نفسك و أوهامك و مخاوفك, فى معركة مع الطبيعة و مع لغم لو حركت رجلك فى الغالب هاينهى حياتك أو فى أحسن الأحوال هايسيبك معاق. و كمان فى مطاردة ما انتهتش مع حرس الراجل اللى انت كنت عايز تقتله. كل ده ضدك و انت لوحدك و يالا بقى ورينا شطارتك. الطبيعة ما انتظرتش كتير و قررت إنها تبدء معاك المعركة الأول و قبل ما تفكر فى خطوتك اللى جايه. عاصفة تهب و تيجى عليك بكل قوة وتحاول تحرك مايكل من مكانه, و بكل غريزة البقاء اللى جواه ينحنى مايكل على ركبته و يغرس بندقيته فى الأرض و يعملها مرتكز يمسك فيه بكل قوةعلشان الريح ما تحركهوش من مكانه. أحيانا بيكون مطلوب منك فى أعتى اللحظات إنك تنحنى علشان العاصفة تعدى, ده مش ضعف لكن ده ذكاء. لأن الطبيعى ان العاصفة أقوى من أقوى حد فينا و هاتغلبه مافيش شك فى ذلك.
(10)

بعد ما هديت العاصفة, بيبتدى مايكل يفكر ازاى يخرج من الورطة ديه, بيبص ناحية زميله بيلاقى العاصفة حركته بعيد عنه  شويه.بعد كده بيلاقى واحد بيظهر له من حيث لا يحتسب و واضح من ملابسه الرثه إنه من أهل الصحراء. الراجل بيبص ناحية مايكل و يلقى عليه التحية بتلقائية شديدة؟ مايكل بيستغرب و بيقول له انت مش شايف وضعى عامل ازاى. فالراجل يسيبه ويمشى وما يفرقش معاه صراخ مايكل اللى بيطلب المساعدة؟!
(11)

شوية تظهر بنت صغيره و باين من ملامحها إنها بنت الراجل الغريب ده اللى ظهر و اختفى. تعدى على مايكل و معاها قارورة ميه و تناولها له. فمايكل يشكرها جداً و يشرب منها. و يطلب منها تناوله جهاز اللاسلكى اللى كان مع زميله و حركته العاصفة بعيد عنهم. و تناولوا البنت الجهاز و تسيبه و تمشى زى أبوها... و تسيب مايكل مع حيرته, لخبطته و ورطته.
(12)

مايكل بيتصل بوحدته و بيكلم قائد كتيبته و بيشرح له الوضع, و لكن على الناحية التانيه واضح من كلام القائد إنه مش مهتم أوى. و بيقول له فى ما معناه انه فى حقل ألغام نشط و فى أرض معادية و فرص نجاته لا تتعدى الـ 7% و الاهم من كل ده, إن كل الفرق اللى عنده فى مهمات تانيه و صعب حد يجى يحاول ينقذه من فى الورطة اللى هو فيها. و بعد نقاش بين مايكل و القائد بتاعه, القائد يقول له انت جندى مارينز مدرب على إنك تتصرف فى المواقف اللى زى ديه لوحدك و انت ممكن تعمل حفرة تحت رجلك و تسحب اللغم و فى الحالة ديه اللغم هاينفجر و مش هايصيب الاجزاء الحيوية فى جسمه و ممكن تعيش. و إن فى وحده هاتعدى عليه بعد حوالى 52 ساعه ممكن تاخده معاها فى طريقها للكتيبة.... يا ترى كام مره مديرك فى الشغل أو شريكك فى الشغل أو أستاذك فى الجامعة أو حتى شريك حياتك ما اهتمش بالحوسه اللى انت فيها و لا باللغم اللى انت دايس عليه؟
(13)

الليل دخل على مايكل و التعب حله بيه و واضح ان الجو كان برد, فولع نار علشان يتدفى عليها. و على الرغم من إن النار دفته, لكنها جذبت إنتباه الديابه ليه. مره تانيه الطبيعة ممثله المره ديه فى الديابه ناويه تحسم معاه المعركة. يهجم ديب على رجله اللى دايسه على اللغم فيروح مايكل غارس فيه الخنجر, و يجى ديب من امامه فيضرب عليه النار من مسدسه و يموته و ينهى المعركة بدرى لأن صوت الرصاص خوف كل الديابه... أحياناً الحسم بيكون مهم علشان تنهى معاركك الخطيره بدرى بدرى.
(14)
الصبح تنفس..
و مايكل باين عليه الأجهاد الشديد, لأنه نايم على نص ركبه اللى هى دايسه على اللغم و ساند بدراعه العكسى على بندقيته . بيبص لقى الراجل الغريب ده ظهر له تانى, و بطريقة كوميدية يمشى فى مسارات متعرجه كأنه عارف أماكن الألغام و يقرب من مايكل. فمايكل يسأله أنت عارف أماكن الألغام, فالراجل يقول له مين قال إنى عارف اماكنها؟! مايكل فى عز تعبه و إرهاقة و حيرته ما ينساش يشكر الراجل إنه بعت بنته علشان تشربه ميه. الراجل يبص له و يضحك و يقول له واضح ان الصحراء لعبت بدماغك. الحيرة تبان اكتر على وش مايكل, و يطلب من الراجل إنه يساعده فيبص له و يضحك و يقول له You Got to Keep Moving On و يسيبه و يمشى!!
(15)
الشمس حارقة والتعب و ملامح الأرهاق الشديد بدأوا يبانوا على مايكل و فجأة يلاقى زميله ادامه؟ ايه ده؟ انت مامتش؟؟ يقول له لأ و تبدء مجموعة خيالات و أوهام تلعب بعقل مايكل. بعد شويه يلاقى نفسه فى بار فى أمريكا و حبيبته واقفه شغاله فى البار و هو قاعد على ترابيزه و مستنيها تخلص شغلها. يفتكر كلامها إنها نفسها إنه يبقى واحد من الرينجرز أو فرقة الخياله و ديه صفوة الصفوة فى الجيش الأمريكى. فيقول لها أنا فى المارينز فترد عليه فى ما معناه ان الرينجرز هما الأفضل. يرجع تانى للبار و مجموعة من الرينجرز يتحرشوا بحبيبته فتقوم بينهم خناقة ولانهم اكتر و اقوى يتغلبوا عليه, او على الأقل بان كده!
(16)
يفوق مايكل من الغفوة و الخيالات ديه و يجى له الراجل غريب الاطوار ده تانى و يقول له أنت اسمك ايه؟ يقول له مايكل.. يرد يقول له مايكل.. زى ماويكل؟ و يضحك.. غريب الراجل ده جدا فى وقت زى ده و مش عايز يساعده و كمان جاى يهزر و يتريق على أسمه. يدور حوار قصير و بعدين يسيبه و يمشى و يقول له ..You Got to Keep Moving On!!
(17)
الليل يجى و المره ديه الديابه تيجى و مقرره انها تخلص على فريستها فتهجم عليه فى هجوم يبدو منظم او منسق من قبل. ديب يمسك فى ايده (الظروف) و واحد تانى يهجم على رجله اللى دايسه على اللغم (المجتمع) و ديب تالت يهجم عليه من ضهره (نظرة الناس) و ديب رابع يهجم علي رجله التانيه (الخوف) و خامس و سادس فى معركة غير متكافئة, و كل ديب بينبش سنانه فى جسمه كأنه واحد من فرقة الخيالة اللى هجمت عليه فى البار لما اتحرشوا بحبيبته, يعافر مع الديب و كأنه بيوجه ضربه لراجل من فرقة الخيالة. يرد له الضربه وكأن ديب غرس سنانه فى جسمه. خلاص مايكل مش قادر و بدأ ينهار و بصوت خافت يقول لحبيبته سامحينى انى خذلتك. وباين من مشهد المعركة إنه خلاص خسر, و لا هو عرف يكسب الديابه و لا عرف يكسب فرقة الخيالة و اللى كان هايتبعه إنبهار حبيبته بشجاعته. وقرر إنه ينهى حياته و فى اللحظة اللى هايضغط فيها على الزناد.... يتحول الليل لنهار و يبدو وكأن مايكل كان بيحلم, و يلاقى الراجل الغريب بيسنده قبل ما يقع. يفوق و يبص يلاقى إن الراجل ده رجله خشب!!
(18)
رجل خشب؟؟
الراجل اللى طول الوقت عمال يهزر بيبان إنه ضعيف جدا من جواه, يحكى له إن شغلته كانت إنه يدورعلى الالغام و يفككها هو و بنته و يبعها للى يشتريها. و فى مره وهما بيحفروا لغم طار موت بنته و طير رجله معاها. مايكل يسأله انت عندك بنت تانيه غير اللى شربتنى الميه فيقول له لأ مافيش غيرها! يقول له طب ارجوك ساعدنى يبص له ويقول له و هو بيتحرك 
You Got to Keep Moving On!
(19)
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟

مرة تانيه أوهام مايكل تهاجمه فجأة يلاقى بيت أتبنى حواليه فى الصحراء, و بعدها يرجع تانى لأمريكا فى البار و خناقته مع فرقة الخيالة. يفتكر مره انه كان هايخسر حبيبته بسبب خلاف بينهم, و انها سابت له البيت بعدها, و ازاى هو تعب لما سابته لأنه كان متعلق بيها أوى. و بكل قوته ينتفض من تحت فرقة الخيالة و يبتدى يتغلب عليهم فى اللحظة اللى اتخلص من الديب الاول, و يتغلب على الخيال التانى و معاه الديب التانى. كله ده و صوت حبيبته فى ودانه بتحمسه و بتشجعه. مايكل اتغلب على الديابه و على فرقة الخيالة. شويه يسمع صوت ضرب نار و يلاقى نفسه تانى فى الصحراء, يلاقى حرس الراجل اللى كان عايز يقتله فى الأول بيحاولوا يموتوه, و بسهوله و لانه قناص مدرب يموت واحد منهم يبص يلاقى الفرقه اللى كانت المفروض تعدى عليه ماشيه من بعيد يفضل يصرخ علشان يسمعوه و بعد شويه ياخدوا بالهم ويروحوا ناحيته و يساعدوه فى انهم يقتلوا الناس اللى بيضربوا عليه نار.
(20)
الفرقة تقرب من مايكل و تحاول تساعده انهم ينزعوا اللغم من تحته و فى لحظة.... تتحرك رجل مايكل من على اللغم... و الكل يجرى بعيد عن مايكل و اللغم.ووووو... فى الحقيقة إن مايكل ما ماتش؟؟! لأنه طول الوقت ما كانش دايس على لغم, هو كان دايس على علبه صفيح و لما حفر و طلع اللى جواها, لقى فيها عسكرى بلاستيك كانت بتلعب بيه بنت الراجل الغريب اللى ماتت؟؟؟!
(21)
الفيلم انتهى ان مايكل رجع بلده و هو معلق فى رقبته العسكرى البلاستيك و ماسك فى ايده صورة ابن زميله اللى موت نفسه. أنا فى الحقيقة مش هدفى من كتابة البوست ده إنى احكى الفيلم اللى ممكن بسهولة حضراتكم تشوفوه, لكن انا عايز اوصل شوية رسائل.
الرسالة الأولانيه اللى كنت بسألها لنفسى بعد ما الفيلم خلص, ليه الراجل الغريب ده سابه كل الوقت ده بيعانى فى الصحراء و هو عارف إنه واقف على علبة صفيحة مكان ما بنته ما ماتت؟ ليه لما مايكل كان هايقع سنده, مع ان ببساطه لو وقع , كان هايعرف انه مش واقف على لغم؟ بعد تفكير لاقيت إن اللى الراجل عمله مع مايكل ده, يمكن تكون أحسن حاجه حصلت فى حياته. لأنه عراه ادام نفسه و خلاه يقدر يتغلب على كل مخاوفه و قدر حتى و لو فى خياله يغلب فرقة الخياله اللى حاسس انهم أقوى منه. فى الحقيقة الحياة بتعمل معانا كده, بتسيبنا لحيرتنا و خوفنا و إحنا واقفين على اللغم و خايفين نتحرك لا يفرقع فينا, مش بتدينا تفسير, لكن بتسبنا نتعلم و أحيانا ده بيكون بشكل قاسى جداً!
الرسالة التانيه إن كلنا واقفين على ألغام كتيره فى حياتنا معطلانا إننا نتحرك لقدام. لغم الخوف من التجربة, لغم الخوف من عدم الإستقرار, لغم الخوف من إنهاء علاقة غير مستقرة مبوظه لنا حياتنا, لغم الناس شايفانى إزاى و بتقول عليا إيه, لغم الإحباط و اليأس. الألغام كتير و كل واحد منا مستنى اللى يجى يساعده علشان يشيل رجله من على اللغم من غير ما ينفجر فيه. أرجوك كل لما تفكر فى كده, افتكر إن الراجل مارضيش يساعد مايكل, علشان كان عايزه إنه هو اللى يساعد نفسه.
الرسالة التالته, مايكل كان شايف انه علشان حبيبته هو ممكن يدخل فى معركة غير متكافئة مع فرقة خياله هم اكتر منه عدداً و قوة, كان حلمه إنه يقنع حبيبته إنه يستحقها. قول لى أنت بقى عملت إيه علشان حلمك؟ حاربت؟ عافرت و لا أستسلمت لما كل الديابه هجمت عليك زى ما حصل لمايكل فى الفقرة الـ 17؟
الرسالة الرابعة و الأهم
  افتكر دايما إن اهم حاجه تعملها فى حياتك إنك تتحرك.. إنك....
You Got to Keep Moving On
----
ملحوظة: انا حكيت كل الأحداث من الذاكرة فممكن يكون التسلسل الدرامى للفيلم مختلف شوية
الفيلم للى حابب يتفرج عليه إسمه The Mine و هو من إنتاج 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق